الدكتور حسين خلف الله يكتب: ذكرياتى مع التحكيم واللواء علي قنديل

الدكتور حسين خلف الله عضو مجلس إدارة منطقة القاهرة لكرة القدم، يتحدث عن ذكرياته مع التحكيم مع اسطورة التحكيم اللواء على قنديل رحمة الله عليه.

كل انسان يحمل في ذاكرته الكثير من الذكريات منها ما هو جميل محبب إلى نفسه ومنها مالا يريد أن يتذكره ومنها ايضا تجارب مر بها الكثير من النضال والكفاح دفاعا عما يؤمن به من عقيدة ومبادئ وقيم ساميه تجعله فخورا بماضيه ومصدر زهو وفخر له ولعائلته واقرانه وحينما اسرد ذكرياتى مع تحكيم كرة القدم وأسرته التى اعتز بها سواء فى الماضى او الحاضر فاننى ابدا بمصدر فخرى واعتزازى سواء على مستوى التحكيم خاصة او على مستوى حياتى بمجملها عامة بلاشك انه الأستاذ والمعلم والصديق لاجيال متعاقبه من اسرة التحكيم.

هذه اخر صوره للمرحوم على قنديل باستاد القاهرة يوم المباراه النهائيه لبطولة شباب افريقيا المؤهله لكأس العالم الدوري للشباب وكانت بين مصر وغانا وطرفى المباراه كانا قد صعدا طبقا لنظام التصفيات.

رحمة الله عليه عرفته محبا لكل اسرة التحكيم محترما لكل اطراف منظومة كرة القدم يتوخى العدل معهم ولا يحمل ضغينه لاى منهم يسعى لاعلاء قيم العدل والحب والروح الرياضية رؤوفا بالحكام ويعرف بل يثق إن اخطائهم غير مقصوده وإذا عاقب احد منهم لا ينشر عقابه مهما كان خطئه او عقابه لايمانه أن ذلك يؤثر على قيادته للمباريات التاليه
كان من عادتى أن أذهب إليه فى منزله بميدان المحكمه بمصر الجديدة لاصتحابه إلى إجتماع حكام القاهره الاسبوعى بمقر اتحاد الكرة بالجبلايه وفى تلك الليله طلب منى أن نسلك شارع الخليفه المأمون بدلا من طريقنا المعتاد من طريق صلاح سالم وسألته لماذا…؟…فرد قائلا اريد أن القى نظرة على منزلى القديم امام ادارة الشرطة العسكرية بهذا الشارع واثناء الطريق سالنى هل لو قدر لك أن تعيد شريط حياتك مرة أخرى تعيدها كما هى ام تبدل فيها..قلت له ابدل قليلا بعض الأحداث التى لا ارغبها…وكان رده هو أنا اريدها كما هى بدون تغيير فاننى راض عن حياتى وما مر بها(كنت اعلم انه رحمة الله عليه مر فى حياته ببعض الصعاب والمواقف المؤلمه على الاقل منها وفاة ابنته الكبرى اثر مرض خبيث وكانت روحه متعلقة بها وكم من مرات شاهدت الحزن فى عينيه والدوع تملأ مقليتيه حين ياتى الحديث عنها وكنت اشعر انها جرح ينزف منه ولا ينساه ومع هذا يشعر بالرضى ولا يريد أن يغير شريط حياته.

الدكتور حسين خلف الله : بروح التحدي ” إيلات … النهضة”

حكى لى اثناء الطريق عن بعض الصعاب التى قابلها فى حياته التحكيميه ولكنه لم يغير مبادئه وعدالته …المهم وصلنا إلى مقر الاجتماع وكان اجتماعا عاصفا وبخاصه مع تلاميذه وزملائه اعضاء لجنة الحكام الرئيسية الذين انسحبوا من الإجتماع واحدا تلو الاخر واكمل رحمة الله عليه الاجتماع وطلب منى قبل أن يذهب إلى بيته أن يذهب الى بيت صديقه وتلميذه وعضو اللجنة الكابتن/مصطفى كامل محمود رحمة الله عليه بجوار نادى الزمالك وفى الطريق ومن سور نادى الترسانه اشترى من احد المحلات بعض السندوتشات للعشاء ثم دلف إلى منزل الحاج/مصطفى كامل واستمر لفترة ليست بالكثيره ثم خرج ومعه الحاج مصطفى الذى حيانا ثم انصرفنا وعلمت منه أن كل اعضاء اللجنه كانوا موجودين.
فى ظهيرة اليوم التالى علمت بوفاته رحمة الله عليه.

ما المقصود من هذا السرد…….!!!
هكذا الروح الرياضيه التى تربى عليها واغلب جيله تربى ايضا عليها وعلمونا وتربينا عليها والتى تدعوا إلى التسامح والغفران والتواضع والتمسك بالقيم النبيله فى الموده والحب وعدم الغرور …روح لاتعرف الغل او الحقد والتنمر والتحفيل اوالتعصب البغيض…روح تعرف احترام المنافس فى كل الأوقات والأزمان حتى وهو مهزوما ولا تعرف بما اطلق عليه هزيمة مذله انها تعرف التواضع حين الفوز والامل حين الهزيمه.

لقد كان حديث وتصرفات المرحوم على قنديل ليلة وفاته حديث ابن موت يشعر به ولاتشعر به إلا الروح الصافيه المحبه الرياضيه.

اخوتى وابنائى من البراعم والناشئين والشباب هذه قدوة امامكم تمسكوا في حياتكم بالمثل الرياضيه وروح الرياضه وتعاملوا مع زملائكم ومنافيسكم ومدربيكم وكل من له علاقة بكم بالروح الرياضيه لنعود ونملا بلدنا العزيزه مصر بكل ماهو جميل وتعود الابتسامه على وجوهنا جميعا كما كانت تسمينا كل الشعوب(الشعب المبتسم).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى