الدكتور حسين خلف الله : بروح التحدي ” إيلات … النهضة”

كنت جالسا في شرفة شقتى بعد عصر أحد ايام الصيف الماضى ووجدت صبى صغير عمره حوالى ٨ سنوات ومعه اخته اصغر منه وكلاهما اولاد حارس العماره امامنا وفى صيف هذا العام(الماضى) اشتهر بين الصبيه والشباب اللعب بالطائرات الورقيه والتى يتراوح ثمنها بين اقل من مئة جنيه إلى عدة جنيهات وهذا الصبى لا يملك حتى جنيها واحده يشترى به طائرة ورقيه ليشبع بها رغبته فى اللعب واللهو والسعاده ووجدته يصنع طائره من الاكياس المهمله فى القمامه مرة من كيس اسود ومرة أخرى من كيس ابيض وراح يلهو ويلعب سعيدا هو واخته مما صنعه من مما استغنى عنه الاخرين.

تفكرت وامعنت التفكير وتاملت وسرحت فى هذا الموقف وعدت إلى ماضى بعيد وماضى قريب وحاضر اعيشه لقد اعادنى هذا الصبى إلى تذكر قدرة المصرى على التحدى لكل الظروف المحيطة به وعلى عبقرية الحل لديه الذى لا يدركه من يتحداه ويكون الحل مما لايخطر على بال احد من البشر….

تذكرت كيف بنى اجداد هذا الصبى مجدهم على طول ضفاف النيل وإلى الآن يعجز البشر عن فهم هذا البناء للاهرامات والمعابد والقدره على التحنيط وغيره من حسابات الضوء والفلك لدى المصرى القديم…

تذكرت عين جالوت وبطلها هذا الصبى حينما كان احد جنودها وكيف قهر اعتى القوى فى عصره متمثله فى التتار الذين اجتاحوا كل البلاد امامهم وتصدى لهم هذا الصبى وقهرهم….

تذكرت معركة رأس العش باسلحه خفيفه يحملها هذا الصبى ويقهر رتل المدرعات الإسرائيلية…تذكرت إغراق المدمرة إيلات بلنش صغير يركبه هذا الصبى وتذكرت اقتحامه كل استحكامات إسرائيل لميناء ايلات ويدمر رصيف الميناء والسفن الحربيه الراسيه به ويعود عزيزا مكرما إلى وطنه مصر…تذكرت هذا الصبى فى الرائد طيار احمد الجواهرجى وهو يطير بطائرته القاذفه التى تطير مثل البطه وهو وحيدا بدون حماية من طائرات مقاتله تقتضيها ظروف الصمت لمهمته ويطير فى عمق سيناء بكل روح التحدى ويدمر مركز سيطرة العدو فى ام مرجم والذى تحميه ثلاث قواعد صواريخ هوك ويسويه بالارض ويفتح باب النصر فى اكتوبر(كان ذلك فى الساعه الواحده ظهر ٦ اكتوبر وقبل الضربه الجويه مما افقد العدو السيطره على خط بارلييف وعلى ادارة المعركه فى بدايتها مما ادى الى نجاح الاقتحام وفقد العدو توازنه )….

تذكرت هذا الصبى فى جنود مصر وهم يدمرون خط بارلييف بمضخة ماء صغيره ويعتلوا هذا الخط بسلالم من الحبال وهو الخط الذين قال عنه الخبراء العسكريين حينها لا يمكن تدميره او اقتحامه إلا بالقنابل الذريه كم انتى عظيمه يا مصر بقدرة ابنائك على التحدى وعبقرية الحل لديهم…..

تذكرت هذا الصبى وقدرته على قبول التحدى وعبقرية الحل لديه بعد أن سمع ماقاله زعيمه وقائده ورئيسه السيد عبد الفتاح السيسى وهو يقول إن مصر تمتلك من القوه ما لا يدركه احد ومن شاء أن يجرب فليجرب…نعم اثق سيدى الرئيس فيما قلته واثق فى شعبى وقواتى المسلحه نابعة من قدرة على التحدى وعبقرية الحل واثق فى الحكمه لديكم النابعه من الثقه في النفس واثق فى حلمكم المستمد من القوه ثقتى فى هذا الصبى الذى يجرى فى عروقه حلم المجد والتمسك به ويحمل جينات وراثيه بالقدره على التحدى وعبقرية الحل لديه التى تجعله قادرا على أن يجعل سد النهضه حفنة من تراب يزرها فى عيون من لم يؤمنوا بقدراته.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى